Loading...

وزير الداخلية واللامركزية يشرف على افتتاح ملتقى تكويني حول تعزيز الخبرات وتبادل المعلومات لصالح الولاة

img

أشرف معالي وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوك صباح البوم بالعاصمة نواكشوط على افتتاح ملتقى تكويني لصالح الولاة.

ويهدف الملتقى في المقام الأول إلى إعطاء المشاركين صورة متكاملة عن الخطة الإستراتيجية لوزارة الداخلية واللامركزية 2020_2024 الهادفة إلى خلق إدارة عصرية ذات كفاءة عالية جديرة بالاستجابة لمتطلبات الأمن والمحافظة على النظام على امتداد التراب الوطني وقادرة على تنفيذ السياسات العمومية الوطنية على مختلف المستويات اللامركزية واللامُمَركزة.

حضرافتتاح الملتقى الذي يدوم خمسة أيام عدد من أعضاء الحكومة ومنتخبون وخبراء من ذوي الاختصاص.

وفي ما يلي خطاب معالي وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوك:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أصحاب المعالي الوزراء؛
السيد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في بلادنا؛
السادة الولاة؛
أيها المشاركون الكرام؛

كان تسلم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني السلطة منذ ما يربو على السنة بقليل، بمثابة تحول حاسم في اتجاه تكريس دولة القانون. وإن الخيار السياسي الذي تبناه بحزم سرعان ما تجسد في نمط جديد في الحكامة الرشيدة تميز بتهدئة الساحة السياسية والفصل الفعلي بين السلطات ودعم حماية الحريات الفردية والجماعية وترقية حقوق الإنسان واستعادة سلطة وهيبة الدولة والاحترام الحازم للأملاك العمومية واهتمام الدولة بالتطلعات المشروعة لجميع المواطنين.

السادة الولاة،

بصفتكم سلطات إدارية تمثلون فخامة رئيس الجمهورية والحكومة في دوائركم المختلفة وباعتبار كل واحد منكم أداة فعالة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ولايته، فإنكم تتحملون مسؤولية جسيمة في تجسيد الرؤية الواعدة لفخامة رئيس الجمهورية والتي رسمت لكم آنفا المبادئ العامة التي ترتكز عليها.

وفي هذا النطاق كنت قد وجهت إليكم تعميما أدعوكم فيه إلى أن تتحلوا بسلوك جديد كفيل بأن يساهم بفعالية أكثر في تجسيد ذلك الطموح الجامح الذي يحدو فخامة رئيس الجمهورية من أجل بناء دولة قانون تسخر إمكاناتها لتحقيق مصلحة المواطن.
وفي ذات السياق أعد قطاعنا في الداخلية واللامركزية خطة عمل استراتيجية 2020ـ 2024 تجسد على أرض الواقع تلك الرؤية التي تتمثل في خلق”إدارة عصرية ذات كفاءة عالية جديرة بالاستجابة لمتطلبات الأمن والمحافظة على النظام على امتداد التراب الوطني وقادرة على تنفيذ السياسات العمومية الوطنية على مختلف المستويات اللامركزية واللامُمَركزة“.

السادة الولاة،

إن مسؤوليتكم الجسيمة في تنسيق جميع السياسات العمومية يجب أن تظل حاضرة في أذهانكم باستمرار وأن تكون الدافع الوحيد الذي يوجه عملكم بإخلاص في جميع الأحوال.

ولا يخفى عليكم أن الخصائص العامة التي تميز الخدمة العمومية يجب أن تظل دائما هي: الاستمرارية والحياد والمساواة بين الجميع. وبموجب ذلك فإنه يتعين عليكم أن تكونوا مثالا للحياد والموضوعية والتجرد. وبقدر تمثلكم لهذه الخصال الحميدة تقاس قدرتكم على التسامي عن الخلافات السياسية والاجتماعية بما يمكنكم من الاضطلاع بجدارة بمسؤولياتكم باعتبار كل واحد منكم حَكَما وسلطة تهدئة ومصالحة بين الناس وبذلك وحده يمكنكم إيجاد الحلول الملائمة للمشاكل المحتملة. وهكذا فإنكم تشكلون حلقة وصل بين الحكومة والمواطنين مع التزامكم الحازم بالأهداف العامة المرسومة من قبل السلطات العمومية.

أيها السيدات والسادة،

إن هذا التكوين المنظم لصالح الولاة، والذي نتشرف اليوم بافتتاحه، يعتبر الحلقة الأولى ضمن سلسلة من التكوينات ستشمل السلطات الإدارية كافة. وتهدف هذه التكوينات في المقام الأول إلى إعطاء المشاركين صورة متكاملة عن خطة عمل الوزارة آنفة الذكر.

السادة الولاة،

إن هذه الخطة ستكون بالنسبة لكم هي القاعدة الأساسية التي تعتمدونها في عملكم والمرشد الذي يوجهكم في جميع تصرفاتكم. وستمكنكم العروض التي ستقدم لكم خلال هذه الدورة التكوينية من قبل شخصيات مرجعية في المجال، من مراجعة شاملة لموضوعات أساسية مثل :

  • الحكامة في المجموعات الترابية على ضوء الإستراتيجية الوطنية للتنمية المحلية؛
  • تنسيق السياسات العمومية على امتداد التراب الوطني؛
  • التسيير العقاري بما يضمن السلم الاجتماعي؛
  • أخلاقيات الإدارة العمومية.

وفضلا عن ما سبق ستتاح لكم كذلك فرصة اللقاء بأعضاء من الحكومة وخاصة منهم أولئك المعنيين بملفات تتعلق بالإستراتيجيات والسياسات الوطنية والتشريع والتنظيم في مختلف المجالات الخاصة بالخدمات الاجتماعية الأساسية وبالمنشآت التي لا غنى عنها لتنمية البلد. وستمكنكم هذه اللقاءات من التعرف أكثر على سياسات الدولة في تلك المجالات مما يضمن لكم تنسيقا محكما للسياسات العمومية في ولاياتكم المختلفة.

وفي السياق ذاته سيتيح لكم هذا التكوين فرصة لتبادل التجارب والآراء في ما بينكم كما سيخولكم من جهة أخرى فرصة الاطلاع على التجربة الغنية لبعض المسؤولين السابقين السامين في الدولة وهي تجربة ستفيدكم لا محالة في أداء عملكم اليومي.

هذا وإني أدعوكم أيها المشاركون إلى أن تنتهزوا فرصة هذا التكوين الهام من أجل اكتساب أكبر استفادة ممكنة.

ولا يساورني أدنى شك في أن هذه المواضيع ستفضي إلى تبادل ثري في وجهات النظر وتنتج عنها توصيات مهمة بحول الله.

وأخير أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر الخالص إلى شركائنا في التنمية على مساهمتهم القيمة في تنظيم هذه الدورات التكوينية لصالح السلطات الإدارية. وأخص بالذكر برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

وعلى بركة الله أعلن افتتاح ملتقى تكوين الولاة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.